من قوانين الحياة (قانون الفعل والحركة)، وهو قائم على أن الأهداف ما دامت في العقل فهي أحلام وأمنيات تحتاج إلى تفعيل وحركة ونشاط، ولن تتحقق الأمور المرغوب في تحقيقها إلا من خلال الخطوة الأولى وهي الفعل، فالماء لا يتدفق حتى يفتح الصنبور كما يقول لووي مور.
ويقول ماكسول:( ما تنتهي إليه في الحياة لا يحدده الموضع الذي تبدأ منه بقدر ما يحدده هل ستبدأ أم لا)، ويقول ويليام جيمز:( لا شيء يرهق بشدة بقدر المهام المعلقة).
ولكي نحرك العالم ينبغي أن نحرك أنفسنا أولا كما يقول سقراط. الحركة والنشاط هي ما تخلق الإنجاز وتحقق الطموحات وتجدد الروح وتزكي النفس وتطهر الذات، مثلها مثل الماء الراكد والماء الجاري، فالماء الراكد لا تقبل عليه النفس ويكون مأوى الحشرات والجراثيم، في حين أن الماء الجاري كثير رواده لنقاوته وصفائه.
تقول أنديرا غاندي:( أخبرني جدي ذات مرة أن هناك نوعين من الناس: نوع يقوم بالعمل، ونوع يتلقى الثناء، ثم أخبرني أن أحاول أن أكون من الصنف الأول حيث إن المنافسة أقل بكثير هناك).
يحكي أن رجلاً اعتاد الذهاب إلى دار العبادة بعد أن عاش سنوات طويلة من الفقر والمعاناة، وكان يجثو على ركبتيه في تضرع قائلاً: إلهي لقد فعلت ما بوسعي لكي أكون رجلاً صالحاً، فقد عملت بجد ولكن دون جدوى ساعدني يا إلهي على أن أربح اليانصيب.
مر أسبوع ولم يربح أي شيء، فعاد الرجل يجثو على ركبتيه من جديد متوسلاً إلى خالقه قائلاً: أتوسل إليك يا إلهي ساعدني هذه المرة فقط أن أربح اليانصيب، ولتخرجني من حياة الفقر البائسة حتى أذوق طعم الثراء.
لم يربح الرجل رغم ذلك أي شيء، غير أنه كان عنيداً فذهب مرة أخرى إلى دار العبادة ورفع عينيه مرة أخرى تملؤها الدموع قائلاً: أرجوك يا إلهي وأتوسل إليك ساعدني هذه المرة فقط، لا تخيب رجاء ذليل يفعل كل شيء ليرضيك؛ فهذا كل ما أطلبه منك، أرجوك أرجوك أرجوك اجعلني أربح اليانصيب.
في تلك اللحظة خرج عليه من مكان ما في دار العبادة رجل وقال له: هلا اشتريت ورقة اليانصيب أولاً ثم رجعت تبتهل إلى ربك أن يُربحك إياها.
من سكن مات ومن تحرك عاش، لذا فتحرك نحو الخطوة الأولى والفعل.
محمد البقشي