“كثيرون هم هؤلاء الذين يمضون في رحلة الحياة دون أن يجدوا أية متعة في الحياة” رالف إيمرسون
قام العالم النفسي إيرفن يلوم المتخصص في التفاعل بين النفس والروح بعمل دراسات واسعة ومكثفة على مرضى السرطان ذوو الحالات الحرجة الذين تم إبلاغهم بقرب موعد رحيلهم .. وجد خلال بحثه تغيرات جذرية في سلوكيات وعادات المرضى بعد حدوث الصدمة واكتشافهم للمرض .. التغيرات الأكثر شيوعاً التي اكتشفها إيرفن هي:
- إعادة ترتيب الأولويات الحياتية وترك القلق على المستقبل.
- عيش اللحظة وفعل ما ينبغي فعله اليوم دون تأخير أو تأجيل.
- التحرر من القيود ووجود إرادة قوية في فعل الإيجابيات والإقلاع عن السلبيات.
- تواصل أعمق مع المقربين وأفراد العائلة أكثر من ذي قبل.
- التقدير والاستمتاع بأصغر اللحظات وإن كانت روتينية أو بسيطة كتغير الفصول ونزول المطر.
- الرغبة في فعل المزيد من الأمور والمخاطرة بدون خوف أو توتر.
وهنا يأتي السؤال: أليست هذه الصفات والعادات والسلوكيات هي ما نطمح أن نصل إليه في كافة جوانب حياتنا؟
يتضح من الدراسة السابقة أن اتصال الإنسان بنهايته يعد من أقوى وسائل توجيه الحياة والذات إلى المسار الصحيح، ولحسن الحظ فأنت لا تحتاج إلى مرض أو صدمة أو حادث لتعيد الاتصال بنهايتك، فقط تخيل أن هذا اليوم هو اليوم الأخير في حياتك؟ هل ستقلق على ما اعتدت أن تفكر فيه كثيراً؟
إذا كانت إجابتك بلا، فأنت تعرف جيداً ما تحتاج أن تغيره، وتعرف الشكل الأمثل الذي ينبغي أن يكون عليه اليوم ليوازي حقاً معايير اليوم الأخير، إن هذا الاتصال يدعوك أن تنتهز اليوم بكل دقيقة فيه وأن تجعله يوماً ناجحاً ملهماً بامتياز، وألا تفكر في شيء آخر سوى 24 ساعة التي بين يديك.
هذا هو مبدأ عيش اللحظة ومعنى الاستمتاع بأصغر الأشياء قبل أكبرها وبأقل الإنجازات قبل أكثرها.
د. أحمد مجدي