يجتمع الناس يومياً خمس مرات من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، ليؤدوا فريضة الصلاة ذات التواصل الروحاني مع خالقهم وباريهم – عز وجل -، ويتوجهون إلى قبلة محددة سلفاً لا تتغير بتغير الليل والنهار أو بتغير الفصول والأجواء.
يتوجه إليها الصغير والكبير والقاصي والداني، والمرأة والرجل، والسقيم والسليم على حد سواء، وكذلك يكون للنجاح قبلة واحدة، ومعادلة معروفة المعالم محددة الأركان، من ألم بها وصل إلى مبتغاه، وطرق أبواب النجاح والسعادة، واستطاع أن يظفر بحلمه ويحقق طموحه.
بعد أن تعرفنا إلى قبلة النجاح، لا بد أن نعي أن للنجاح أصول ومفاتيح يجب التعامل معها على أنها أساس لكل بناء، وضمان لأي مشروع حياتي مفعم بالسعادة والطمأنينة بإذن الله، ومن أهم هذه المفاتيح السحرية هو:
المفتاح السحري الأول:
السعادة الروحية ومدخلها قوة الارتباط برب السماوات والأرض، والابتعاد عن كل ما يكدر صفو هذه العلاقة المقدسة. اجعل الله سبحانه وتعالى نصب عينيك في كل ما تفعل من العبادات والمعاملات، واسأله حبه وحب من يحبه، وحب كل عمل يقرب إلى حبه.
المفتاح السحري الثاني:
مفتاح السعادة الأسرية والعائلية، فكن في بيتك وبين أهلك من المحسنين والمشجعين، تزرع الابتسامة والأنس، وتمسح الدمعة والبؤس، وتدفع الجميع للإبداع والنجاح، كن هيناً ليناً مع زوجتك عطوفاً بأبنائك، حسَن التربية بهم.
المفتاح السحري الثالث:
مفتاح السعادة المهنية والعملية، فكونوا من المتقنين للعمل والمخلصين في الانتاج والمحبين لخدمة المسلمين، فالحياة مراحل وتطورات، وخير الاستثمار أن يستثمر الإنسان نفسه ومن حوله بالعلم والتدريب والمعارف التي لا تغيب، استشعر المسؤولية الاجتماعية وحبك للأمة ورسولها الكريم صلى الله عليه وسلم.
المفتاح السحري الرابع:
مفتاح السعادة الاجتماعية، فكن إيجابياً متفاعلاً مع مجتمعك وهمومه وآماله، ولا تكن أنانياً فردياً تبني سعادتك على تعاسة الآخرين، فالحياة شركة مساهمة، من هرب من خسائرها بالطبع سوف يحرم أرباحها ذات يوم، فقدم الخير في كل مكان وزمان، واجعل البر والإحسان والمساهمة الحسنة من سماتك وسمات من حولك، فتفوز بخيري الدنيا والآخرة.
المفتاح السحري الخامس:
مفتاح الصحة والاهتمام بنفسك، بتعاهدها بالغذاء الصحي المناسب، البعيد كل البعد عن ما يضر، ويجر إلى مهالك الأمراض والأزمات الصحية، فالمعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء. والرياضة أساس مهم للصحة والعافية، والاستمرار عليها يولد الراحة النفسية.
بادر الآن في وضع خطتك ورسم أهدافك، وابدأ العمل وغلف حياتك بالإيمان، وانهض من مكانك واخط الخطوة الأولى إلى قبلة النجاح، واعلم أن لهذا الكون خالقاً لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
الأستاذ سلطان العثيم – بتصرف.