إن الأسرة تشكل النواة الأولى التي يتلقى بها الطفل إشباع حاجاته, حيث تبدأ من مرحلة الحمل والاهتمام بصحة الأم وبنوعية الغذاء الذي تتناوله لينمو الجنين نمواً سليماً. إن الاهتمام بالطفل خلال مراحل نموه المبكرة من الأمور الهامة والحاسمة في حياته, وخاصة في سنوات الطفولة الأولى. حيث يبدأ يكتشف ما حوله من مكونات واستخدام اللغة, يرافقها حب الاستطلاع والتعرف على الأشياء واكتشافها من خلال رؤيتها, وسماع أصواتها, والتعرف على مذاقها ورائحتها. وتعد السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل سنوات حاسمة لتنمية القدرات الإبداعية لدى الأطفال, ويمكن تلخيص أهم العوامل المؤثرة في نمو التفكير الإبداعي لدى الأطفال على النحو التالي:
– تطوير نوع من العلاقات الحميمة القائمة على الحب والاحترام المتبادل بين الطفل ووالديه والأفراد المحيطين به في الأسرة.
– البعد عن استخدام أساليب التخويف, وإبعاد الطفل عن مكامن الخوف وخاصة الخوف من الوقوع في الأخطاء وترك الفرصة للطفل ليقوم بمحاولاته المتعددة, حيث أن الخوف من الوقوع في الخطأ يعيق العملية الإبداعية.
– حث الطفل على استخدام الخيال وتجاوز الأشياء المحسوسة المألوفة, والتحرك بحرية بين الواقع والخيال, ومحاولة تكوين افتراضات وتكوينات خيالية, واستخدام أسلوب الدعابة والمرح .
– تربية الطفل على المرونة في التفكير وعدم التصلب, وترك الحرية للاختيار واتخاذا القرارات, ومحاولة غرس حلول جديدة, وعدم الاعتماد على حلول مسبقة قد يجدها الطفل جاهزة وسهلة لاستخدامها ، وتشجيعه على الاستقلالية في الوصول إلى حلول جديدة .
– ينبغي أن تكون توقعات الآباء والأمهات لأداء الأبناء ليست بالمنخفضة بحيث يدفع الطفل إلى الشعور بضعف الثقة بالنفس وعدم الإحساس بتقدير أدائه, ومن جهة أخرى يجب أن لا تكون أيضاً توقعاتهم مرتفعة لأداء أبنائهم بشكل كبير بحيث يشعر هؤلاء الأبناء بالعجز والإحباط في حالة عدم الوصول إلى تلك التوقعات.
– البعد عن المشاحنات الأسرية والنزاعات بين أفراد الأسرة وتحقيق مناخ يسوده الاطمئنان والألفة. وعدم وضع شروط للقبول للأبناء في الأسرة على أساس الإنجاز أو التحصيل الأكاديمي ولكن قبولهم كأبناء يشعرون بالدفء والحب الأسري بغض النظر عن سلوكياتهم.
– أظهرت بعض الدراسات أن التربية المتوازنة القائمة عـلى الاحـترام والتقـدير للطـفـل وإعـطائـه الحرية في طرح أفكاره وآرائه من خلال نقاشاته وحواراته,يغرس الثقة بالنفس والشعور بقيمة الذات, ويدفعه إلى السلوك الاستقلالي.
– أوصت بعض الدراسات بعدة أساليب للتعامل مثل عدم المبالغة في الثناء والمدح للطفل المبدع وتفضيله على من حوله من أخوة، فهذا قد ينعكس سلباً على إبداعاته فقد يشعر بالتميز وبالتالي يكون مشغولاً بالمكانة التي حققها داخل الأسرة، ويبدأ يستمد قوته منها، ويبتعد عن تطوير إبداعاته.