يتميز الأذكياء اجتماعياً بأنهم يتحكمون في نبرات أصواتهم ، بمعنى أنهم يرفعون أصواتهم عندما يكون من المناسب رفع الصوت ، ويخفضونه عندما يكون من المناسب خفضه ، وقد نتساءل: ما علاقة هذا الأمر بـ (الذكاء الاجتماعي)؟ وهل يصح أن تختلف نبرة صوت الإنسان من موقف لآخر؟ إذا كنت ممن يفتقدون هذه الصفة ، فأنت تخسر الكثير في علاقاتك الاجتماعية ، فبكل تأكيد نبرة صوتك تتدخل في طبيعة شخصيتك ، ألم يمر عليك موقف في محاضرة أو لقاء اجتماعي أو في سوق عامة تذمرت من أحد الأشخاص ، بسبب نبرة صوته بغض النظر عن طريقته في الحديث. بالتأكيد أنا لا أطالبك بأن يكون صوتك جميلاً ، إنما القضية تكمن في نبرة الصوت من خلال الارتفاع والانخفاض حسب الموقف في الحديث ، ولعل من المفيد إعطاء مثال حتى يتضح المقصد. عندما تكون في اجتماع عام وترغب في الحديث عن مشهد أو حادث شاهدته قبل أيام ، فخلال حديثك أنت تحتاج إلى أن ترفع نبرة صوتك حينما تصل إلى اقتراب السيارتين وأثناء الاصطدام ، ثم تخفض نبرة صوتك عندما تصور كيف وقفت وأخذت تنظر إلى الرجل وهو مصاب داخل السيارة والدماء تسيل منه. هذا مثل بسيط لإيضاح الصورة المقصودة ، وهناك الكثير من المواقف والأحداث التي تتطلب تحديد نبرة الصوت. كل ما عليك هو أن تركز انتباهك أثناء اللقاءات والاجتماعات التي تحضرها على (القدوة) وهو ذلك الشخص المعروف بحب الناس للاستماع إلى حديثه ، والقادر على إلزام الآخرين على الصمت لسماع أخباره ، وهذا هو (الذكاء الاجتماعي) ، ويمكن تنميته من خلال تقليد من يملكونه. احرص على محاكاة الأشخاص المتسمين بهذه الصفة ، فهي صفة من صفات قوة الشخصية التي يحرص الناجحون على الاتصاف بها.