هل أنت قوي؟
ليست القوة لدى الإنسان قوة الجسد ، فالقوة أنواع كثيرة : منها قوة المثابرة وهي القوة التي تكمن في الصبر أو في التركيز أو الإرادة. وقوة امتلاك المال والسلطة ، فالغني الذي يصرف ماله في نصرة الإسلام والمسلمين يمثل قوة عظيمة ، وصاحب السلطة المؤمن العادل هو الأقوى لأنه يستطيع أن يؤثر إيجابياً على كل من حوله ، ويحدث التغيير بالقوة التي يملكها.
وتعد القدرة في تحقيق الأهداف والنشاط والمثابرة قوة أيضاً. وإن العلم قوة أكبر لمن يعمل به ، وحتى المحافظة على الجسد كذلك قوة ، والاختيار قوة …
قوة الصبر: الصبر هو القدرة على الاستمرار في الحياة، والاستجابة لها بطريقة إيجابية ، وعدم التأثر بالأحداث الخارجية والداخلية. إن كل ما في الطبيعة يحتاج إلى كثير من الوقت ليكتمل وينمو ويثمر وينجح ، فالصبر هو القدرة على الانتظار بهدوء التي تجعلك تغرس البذرة ، وتنتظر حتى تجني الثمار. وفي المقابل ، قلة الصبر تولد القلق والتوتر والانزعاج ، فلذلك اصبر وثق أنك ستحصل في النهاية على ما تريد.
قوة التركيز: وهب الله سبحانه وتعالى للإنسان قدرات كاملة كثيرة ومتنوعة ، إلا أنها حين تتشتت سرعان ما تصبح حطاماً تذروه الرياح. فإذا تم للإنسان أن يستخدم القوة الكامنة في عقله ، فإنه عندئذ يصنع المستحيل ويرى نتائجه المذهلة ، ويمتلك مفتاحاً من مفاتيح النجاح. والعقل البشري يصبح أداة مدهشة حينما يركز تركيزاً قوياً ، وهذه القدرة تكتسب بالتدريب ، وتتطلب صبراً وجهاداً للنفس والعقل ، وفي المقابل فإن تشتت الانتباه وعدم التركيز يهدر طاقة الإنسان مما يؤدي به إلى الإخفاق التام .
قوة الخيال: هل تعلم أن للخيال قوة؟ نعم وقوة الخيال عظيمة ، يقول إينشتاين: إن الخيال أعظم قوة خلاقة في الكون!. ؛ لأن الخيال يطير بك من عالم إلى آخر بدون قيود أو حدود ، وقد كان بيل جيتس يرى منتجاته في خياله قبل أن تصبح واقعاً ملموساً. وتستطيع عمل الكثير من التغييرات في حياتك عن طريق تعديل الطريقة التي تفكر بها ، وعن طريق الخيال. وكونك إنسان فلك مطلق الحرية أن تحلم ، وأن تتخيل كما تشاء.
قوة الكلمة: الكلمة التشجيعية لها الأثر الكبير في النفس ، والقوة السحرية في التأثير على الناس ، فهي تشد من العزيمة ، وتتغلب على الخوف وتزيد الحماس وتعطي القوة على الاستمرار من أجل تحقيق الهدف. وأحلى الكلمات ، هي تلك التي تحمل الحب ، فالكلمة الطيبة ترفع من مستوى الإنسان ، وتُعلي من قيمته فيمن حوله ، عكس الكلمات السلبية المثبطة التي تشيع الإحباط وتؤثر سلباً على الآخرين مخلفةً جرحاً عميقاً في صدورهم.
الأستاذة رنا الناظر بتصرف.