إذا كنت تجد صعوبة في تكوين علاقات مستقرة ودافئة مع الآخرين ، ولا تشعر بألفة مع المجتمع الذي تعيش فيه ، وتمتلك مزاجاً متقلباً ولديك إحساس بالقلق دائماً ، فواجه نفسك لتكتشف الحل ولا تخف..

فقد يكون السبب للافتقاد إلى الذكاء العاطفي ، الذي هو الخطوة الأولى في الطريق نحو الذات وفرصة كبيرة للنجاح والسعادة في الحياة.

فالذكاء العاطفي كما عرفه علماء النفس: قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه وعواطفه ومع الآخرين ، بحيث يحقق أكبر قدر ممكن من السعادة لنفسه ولمن حوله.

وهو يعتمد على قاعدتين أساسيتين:

الأولى: إدراك العواطف ، أي أن يعرف الإنسان ما الذي يشعر به؟ ولماذا يشعر؟ وعلاقة ما يشعر به بطريقة تفكيره وانفعاله؟

الثانية: التعامل مع هذه العواطف بطريقة صحيحة وتوجيهها وإدارتها بحيث لا تؤثر في يومه وحياته. فمثلاً إذا شعرنا بالغضب فنحن لا نقرر أننا سنغضب إنما تعرضنا لموقف سيء ؛ لذلك شعرنا بالغضب .. المهم أننا أدركنا عواطفنا وعرفنا أننا في حالة من الغضب. فقد لا نستطيع أن نوقف هذا الشعور ، لكن نستطيع أن نقرر ماذا نفعل حياله. في هذه اللحظة نقود أنفسنا لأننا لا نملك قوة الإرادة التي تجعلنا نتحكم بالذات والانفعالات ، وبذلك نكون استخدمنا ذكاءنا العاطفي.

أكدت الدراسات أن الإنسان يستطيع أن ينمي ذكاءه العاطفي بنسبة تصل إلى 80% ، في حين أن الذكاء الأكاديمي لا يمكن تنميته إلا لنسبة تصل إلى 2% مهما تعاظمت الجهود.

وأوضحت الدراسات أيضاً أن أكثر من 50% من الرؤساء التنفيذين لكبرى الشركات قد حصلوا على تقدير مقبول في الجامعة ، وأن 65% من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي كانوا من النصف الأخير في فصولهم في المدرسة ، وأن أكثر من 50% من رجال الأعمال المليونيرات لم يكملوا دراستهم الجامعية ، فهذا لا يقلل من قيمة الذكاء الأكاديمي أبداً ، ولكن يؤكد مدى أهمية الذكاء العاطفي وضرورته في الحياة ، لأنه يجعلك تتمتع بأداء وظيفي متميز وعلاقات إنسانية ناجحة. فهناك كثير فشلت حياتهم المهنية بسبب سوء العلاقات وفشلهم في بنائها وقيادة الفريق وعزوفهم عن التغير والتكيف. فتنمية الذكاء العاطفي منذ الصغر في نفس الطفل مهم جداً لنشر بذور الحب والعطاء والتعبير عن ذاته وإمكانياته يخلق داخله قدرة هائلة وطاقة إيجابية لذاته ومجتمعه.

الأفكار والأفعال والسلوك ترد إلينا عاجلاً أو آجلاً ، فهناك تناسب طردي بين ما نعطيه للحياة ونأخذه منه.

عندما تكون جيداً مع الآخرين ، فأنت الأفضل لنفسك .. بنجامين فرانكلين

أمل الرندي