(لا يوجد في العالم ما قد يخشى منه ، هناك فقط ما قد لا يفهم جيداً – ماري كوري) والواقع أن كثيراً منا قد تربى على الخوف من أن يخطئ ، حتى بات الخطأ يمثل بالنسبة لنا جريمة لا تغتفر ، وبات كل منا يفضل أن يؤثر السلامة ويتقن الأعمال السهلة المضمونة على أن يغامر ويخطئ في الأشياء التي تبدو له مستحيلة وغير مضمونة العواقب بالرغم أنها (قليلة هي الأمور التي يستحيل تحقيقها على الاجتهاد والمهارة ، فالأعمال العظيمة لا تتم بالقوة بل بالإصرار – صمويل جونسون) إننا نستخدم هذه الطريقة ، عندما لا نتوانى في اتخاذ قرار إيجابي مفصلي يفصل بين حالتنا السلبية الراهنة والحالة التي يجب أن نكون عليها والإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع أن يغير من شكل وطبيعة العالم من حوله من خلال قرارات تتسم بالحسم ، وقد استخدمها رئيس جمهورية ماليزيا (مهاتير محمد) عندما قرر أن يكون المستهدف في عشر سنوات هو 20 مليار دولار بدلاً من 900 مليون دولار عام 1981م ، لتصل الآن إلى 33 مليار دولار سنوياً .. وليحدث لك ، حول المعسكرات اليابانية التي كانت موجودة وقت الحرب العالمية الثانية إلى مناطق سياحية تشمل جميع أنواع الأنشطة الترفيهية والمدن الرياضية والمراكز الثقافية والفنية .. لتصبح ماليزيا (مركزاً عالمياً) للسباقات الدولية في السيارات ، والخيول ، والألعاب المائية ، والعلاج الطبيعي.
معظم المبدعين كانوا قد حققوا نتائج مشابهة واعتمدوا على إصدار قرارات مماثلة وحققوا الكثير ..
(أنا قررت أن أكون تلميذاً في مدرسة العظماء .. ومتدرباً في مدرسة البسطاء والمكافحين – كريم الشاذلي) في الواقع حين يبدأ المرء بقرارات ترقية مصيره والمضي قدماً على هذا النحو من الحسم فلا شك من أن تخبو مشاعر الخوف من التقدم وتنكمش من جذورها فتتضاءل شيئاً فشيئاً وتحل مطرحها الشجاعة والمثابرة والقدرة على الثبات في مواجهة معوقات التفوق . والمبدع متى اتخذ قراراً كهذا فاعلم يقيناً أنه بمستطيع ، فهو يسعى إلى تأكيد الاعتراف من الجميع بعبقريته ولسوف ينجح ، تلك هي مسؤوليته .
أحمد الضبع