من أخطر الأمور على المرء عندما يجلس ليس لديه عمل يؤديه ، وبالتالي يكون لديه وقت فراغ كبير. 

فالواجب إذن أن يقوم الإنسان ليكد ويعمل حتى لا يقع فريسة لوساوس الشيطان الخبيثة ، فالعمل المتواصل المفيد لا يدع مجالاً للشخص للانشغال بأي أفكار سلبية أو وساوس شيطانية ، خصوصاً إذا كان يمر في حالة قلق أو مشكلة ما .

 يقول مصطفى خلفان في كتابه “وداعاً أيها القلق” : ( إن العمل المتواصل هو أفضل عــلاج لمرضى الأعصاب ، وهذا ما أكده علماء النفس ، لأننا عندما نعمل ننسى مشاكلنا ، ونبتعد عن مصادر قلقنا …) .

لذلك كانت ساعات ما بعد العمل أخطر علينا من ساعات العمل ، لأننا عندما ننتهي من أعمالنا ، وتكون الساعات القادمة مليئة بالفراغ تبدأ معاول الهدم وشيطاين القلق تتسلل إلى ذاتنا ، فيأخذنا الاستغراق في مشكلاتنا اليومية وما نعانيه من الألم.

     هناك قانون في علم النفس يقول : ( من المحال لأي ذهن بشري مهما كان خارقاً ، أن ينشغل بأكثر من أمر واحد في وقت واحد) ، ويقول الله تعالى : ﴿ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه﴾ .

     لذا فإن أحسن علاج للحالات النفسية ملء الفراغ بما تحب ، كالسباحة، القراءة ، الرسم ، التصوير ، المشي ، الصلاة ، الطبخ ، ركوب الدراجة ونحوها أو أي من الهوايات الأخرى ، التي تشعرك بالمتعة واللذة في ممارستها.

أ. أحمد جال الرويح