أحادية العاطفة وتعددها ..

يقول علماء النفس إن المرأة أحادية العاطفة بفطرتها، ولذا فهي في مواجهة نزعة التعددية لدى الرجل تميل كثيرا إلى الإنصات للبوح العاطفي الصادر من شريك حياتها لما يحمله لها من طمأنينة بأنها لم تزل حبه الوحيد الذي ينبض به قلب .

التعددية في الرجل مرتبطة بتكوين بيولوجي ونفسي واجتماعي؛ فالرجل لديه ميل للارتباط العاطفي وربما الجنسي أكثر من امرأة، وهذا لا يعني في كل الأحوال أنه سيستجيب لهذا الميل؛ فالرجل الناضج الرزين يضع أمورا كثيرة في الاعتبار قبل الاستجابة لإشباع حاجاته البيولوجية والنفسية، وربما يكمن خلف هذه الطبيعة التعددية طول سنوات قدرة الرجل العاطفية والجنسية مقارنة بالمرأة حيث لا يوجد سن يأس للرجل، ولا يوجد وقت يتوقف فيه إفراز هرمونات الذكورة ولا يوجد وقت تتوقف فيه قدرته على الحب والجنس ، وهذا عكس المرأة التي ترتبط وظيفة الحب والجنس لديها بالحمل والولادة والاندماج العميق في تربية أطفالها، ثم انقطاع الدورة في سن معينة (مبكرة نسبيا)، وهبوط هرمونات الأنوثة في هذه السن مع تغيرات بيولوجية ملحوظة.

هذا الموقف يجعل المرأة -السوية- أكثر ميلا لأحادية العلاقة كي تضمن استقرارا تتمكن فيه من رعاية أطفالها، إضافة إلى تقلبات حياتها البيولوجية والتي تستدعي وجود راع ثابت .

يقول البعض بأن التعدد –خاصة بالنسبة للرجال– فطري، وأنه ظاهرة قديمة قدم الإنسان وحتى الحيوان، ويستدلون على ذلك بشيوعه في الطيور والحيوانات, وشيوعه في المجتمعات البدائية واستمرار شيوعه في المجتمعات الحديثة، وما يختلف هو شكل التعبير عنه فقط فبعض المجتمعات تمارسه بشكل بدائي مفتوح وبعضها تقننه وبعضها تمارسه في صور محورة. 

شارك التدوينة

المنشورات ذات الصلة

انضم إلى النشرة الإخبارية