الإنسان ينجح نجاحاً حقيقياً عندما يعرف أن لديه قدرات وعنده قصور ، أنا أملك تميز في جانب فأفيد فيه الآخرين ، وعندي قصور في جانب فسأستفيد من الآخرين.
عندها يأتي التواضع الحقيقي الخالي من الضغوط النفسية فيكمل النضج ، ولكن معظم الناس يحاول التمثيل ليغطي جهله ، ويعتبر طرق المساعدة قصوراً ، وهذه دلالة على عدم النضج ، ونسي أن الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه كانوا يطلبون العون كما جاء على لسان لوط عليه السلام قال (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ) .
رأى الإمام أبو حنيفة طفلاً يلعب بالطين ، فقال له : إياك والسقوط في الطين ، فقال الغلام الصغير : إياك أنت من السقوط ؛ لأن سقوط العالِم سقوط العالَم ، فما كان من أبي حنيفة إلا أن اهتزت نفسه لهذه المقولة ، فكان لا يُخرج فتوى – بعد سماعه لهذه المقولة – إلا بعد مدارستها شهراً كاملاً مع تلامذته ، فطفل يعلم إماماً .
إن الإحساس بالقصور يولد قوة إرادية للتعاون مع الآخرين
د. طارق السويدان