حركت رأسي وأنا أنتزع ورقة التقويم هذه آخر ورقة في تقويم هذا العام ، انتهت سنة كاملة من عمري ، دون أن أشعر ، وهل عمري إلا عدداً من السنين كلما طويت واحدة أدنتني من القبر ، وقفت أتأمل غروب شمس يوم كامل ، لن يعود طويت صحائفه وحفظت .. ماذا فيها !!
لكل بداية نهاية ، ولكل سبيل غاية .
الحمد لله الذي مد في عمري ، كم من حبيب فقدنا ، وكم من ميت دفنا ، الحمد لله على طول الأعمار .
كم من الوقت مر دون فائدة ، فوجدت الكثير ؟!
كل شيء عسى أن نسترجعه إلا الوقت ؟
ومع تتابع الأسئلة ، طرق ذهني سؤال .. وهز قلبي ، عام كامل أمهلك الله فيه ومد في عمرك ، ماذا قدمت ؟!
وانتظرت الجواب : وكان السكوت .
جال في خاطري سؤال عجيب أين أنا بعد مائة عام ؟
آه .. تذكر أخي الكريم أن عمرك رأس مالك ، ولسوف تسأل عن إنفاقك منه وتصرفك فيه ، أنتم معشر الشباب : الكسل رفيقكم ، والهمة الضعيفة أنيستكم ، كل من صلى وصام ، حسب أنه بلغ المنتهى ، لا شك في وجوبها ، لكن أليس للإسلام نصيب غير ذلك في قلبك ، كلُ منكم يستطيع أن يقدم الكثير ، أما لله وللإسلام حق ، يدافع عنه شبان وشيب ، عاد السؤال يهز قلبي ، ماذا ستقدم في هذا العام ؟!
الدكتور عبدالملك القاسم