قاعدة شاحنة النفايات ..

ذات يوم كنت متوجهاً للمطار مع صاحب التاكسي “الأجرة” . وبينما كنا نسير في الطريق وكان السائق ملتزماً بمساره الصحيح ، انطلقت سيارة من موقف سيارات بجانب الطريق بشكل مفاجئ أمامنا .

وبسرعة ضغط سائق الأجرة بقوة على الفرامل ، وكاد أن يصطدم بتلك السيارة .

الغريب في الموقف أن سائق السيارة الأخرى “الأحمق” أدار رأسه نحونا وانطلق بالصراخ والشتائم تجاهنا .

فما كان من سائق التاكسي إلا أن كظم غيظه ولوح له بالاعتذار والابتسامة – قال تعالى : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }الأعراف199.

استغربت من فعله وسألته : لماذا تعتذر منه وهو المخطئ ؟ هذا الرجل كاد أن يتسبب لنا في حادث صدام ؟

هنا لقنني سائق التاكسي درساً ، أصبحت أسميه فيما بعد : (قاعدة شاحنة النفايات) قال : كثير من الناس مثل شاحنة النفايات ، تدور في الأنحاء محملة بأكوام النفايات “المشاكل بأنواعها ، الإحباط ، الغضب ، وخيبة الأمل” وعندما تتراكم هذه النفايات داخلهم ، يحتاجون إلى إفراغها في أي مكان قريب ، فلا تجعل من نفسك مكباً للنفايات . لا تأخذ الأمر بشكل شخصي ، فقط ابتسم وتجاوز الموقف ثم انطلق في طريقك ، وادع الله أن يهديهم ويفرج كربهم .

يقول صلى الله عليه وسلم 🙁 من كظم غيضاً ، وهو قادر على أن يُنفذه ، دعاه الله سبحانه وتعالى على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء) .

وليكن في ذلك عبرة لك واحذر أن تكون مثل هذه الفئة من الناس تجمع النفايات وتلقيها على أشخاص آخرين في العمل ، البيت ، أو في الطريق .

كتاب كلام كبير ..

 

شارك التدوينة

المنشورات ذات الصلة

انضم إلى النشرة الإخبارية