عندما نكبر نتأسف على ما فات ، ونندم على ما ضاع من عمرنا ، فنضيع ما بقي من عمرنا في الألم والأسف فنندم على الأعمال التي لم نكملها ، والإنجازات التي لم ننجزها ، والأهداف التي لم نحققها ، والكلمات الطيبة التي لم نقلها لمن نحب ، والحب الذي خبأناه في قلوبنا ولم نفصح عنه.
ونظل نندم على عبارات الإعجاب التي ملأت قلوبنا ووددنا أن نعبر عنها وحجبناها ولم نبديها لمن استحق منا الإعجاب ، وتوطيد أواصر المحبة التي رغبنا فيها ولم نوطدها ، والمبادرات الطيبة التي تُقنا أن نبادر بها ولم نفعلها ، والابتكارات التي حلمنا أن نبتكرها ولم نشرع فيها.
ولطالما ندمنا على الأخطاء التي استمرت معنا سنوات طوال ولم نتوقف عنها ، والتغييرات التي أردنا أن نقوم بتغييرها في حياتنا ولم نفعلها ، والتقدير والثناء لمن استحق منا ذلك كله ولم نشكر ولم نقدر من كان له الحق في تقديرنا وشكرنا ، ونملأ قلوبنا هماً وغماً وحسرة على ما فات .
يا إلهي .. انظر لله من له ملكوت السماوات والأرض وأشكره أن جعل لك عمراً لا تزال تعيشه ، وأن أمد في عمرك إلى الآن حتى تدرك نفسك قبل أن يدركك الوقت فلا تستطيع أن تعود ، ولا تضيع حياتك في الندم على ما فات ، ولا تقض عمرك في الأسف وتذكر أن الحياة قصيرة فبدلاً من أن نندم غداً افعل ما ترجوه ، وما يجعلك سعيداً اليوم .
الأستاذة وفاء مصطفى