اثر الفرد في نهضات الأمم ..

للفرد أهمية وأثر في نهضة أمته ، وهذا ما أشار إليه الدكتور مصطفى السباعي في كتاب أخلاقنا الاجتماعية ، حيث يقول :

إن جسم الأمة كائن حي يتعرض لما يتعرض له جسم الفرد من أمراض وعلل ، كما تهتم الحكومات بوقاية الأفراد والجماهير من الأمراض الفتاكة والعلل الخبيثة ، تهتم الشرائع والحضارات الإنسانية بوقاية المجتمعات من الأمراض الاجتماعية والخُلقية ، حتى يضل بنيان الأمة قوياً متماسكاً  ، والأمة مجموعة متماسكة من الأفراد ، وكلما كان الفرد سليماً كان بناء الأمة سليماً .

ولعل الإسلام هو أوفى الأديان والشرائع عناية بتوازن القوى المختلفة في المجتمع ، حيث إنه يعني بتنظيم حياة الناس المادية كأتم ما تعنى بذلك المذاهب الاقتصادية ، ويهتم بتقويم الأخلاق الاجتماعية كأقوى ما تهتم بذلك الدعوات الأخلاقية ، ويبالغ في تطهير الروح وتهذيب النفس أشد مما تبالغ في ذلك الأديان الروحية … هو يربط بين هذه بعضها مع بعض ، حتى لترى المسلم الحق قوياً في حياته : قوي في روحه ، وقوياً في خلقه ، وقوياً في جسمه ، وقوياً في كل ما يعطيه لفظ القوة من دلالة .

وما من شك في أننا نعاني في حياتنا الحاضرة أمراضاً اجتماعية خطيرة ، لن تستقيم معها أي نهضة ، ونقطة البداية في علاج أخلاقنا الاجتماعية يجب أن تكون في دور الفرد ؛ فالفرد هو الخلية الأولى في بناء المجتمع ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ظل في مكة ثلاثة عشر عاماً يعنى بتربية أفراد من أمته ، حتى إذا اجتمع له منهم عشرات شرع في بناء الدولة الصالحة والحضارة العظيمة .

والذين صنعوا الدولة وأقاموا الحضارات ، والذين غيروا مجرى التاريخ ، وأحدثوا أكبر الأثر في حياة أمتهم أو حياة الإنسانية ، هم أفراد قويت إرادتهم ، واستقامت أخلاقهم .

ولإيجاد الفرد الصالح أقيمت المدرسة والمعهد والمسجد ، ففي المسجد تُبنى روح الفرد وخُلقه ، وفي المدرسة يُبنى عقله . أ.هـ

كلام جميل وذو معنى عظيم يطلعنا عليه الدكتور مصطفى السباعي ، لأن الأخلاق القويمة أساس تقدم كل حضارة ، وهو أمر واجب على كل فرد مسلم حتى تنهض الأمة الإسلامية من جديد وتستعيد عزها ، ويكون لها التمكين والسيادة في العالم .

 

شارك التدوينة

المنشورات ذات الصلة

انضم إلى النشرة الإخبارية