منذ أيام مضت ، حللت علينا ضيفاً كريماً ، استقبلناك بالحب والفرح ، وسعدت قلوبنا بمقدمك ، وتهللت أساريرنا بطلتك ، واستعدينا لضيافتك ، نعم فأنت من أغلى الشهور وأحبها ، يا شهر الصيام والقيام ، يا شهر الرحمة والغفران ، يا شهر الخير والفقراء ، يا من تفتح فيك أبواب الجنان ، وتغلق فيك أبواب النيران ، يا شهر العبادات ، يا شهر الحسنات ، يا شهر القرآن ، يا شهر رمضان .
وبالحفاوة التي انتظرناك واستقبلناك بها ، ها أنت تستعد للرحيل ، حاملاً معك لياليك العامرة وأيامك الجميلة ، كنت كالحلم ، كنت أياماً معدودات ، مرت علينا كأنها دقائق وثواني ، وبين لمحة عين وأخرى تتلاشى نسماتك العطرة ، على هونك يا رمضان ، أمللت ضيافتنا !؟ أاستكثرت سعادتنا بك !؟
أبت دموعنا إلا أن تستقبلك ، وأبت دموعنا إلا أن تودعك ، لكنها سنة الحياة ، وأمر الله ، وعزاءنا أن يمن الله علينا بالأجور الوافرات وبالغفران والرحمة ، وأن نكون من المعتوقين من النار المقبولين عند رب العالمين ، وأن تعيده يا ربنا علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة على خير يا كريم .
رمضان ، عسى أن ألقاك – بإذن الله- في العام القادم إن كان بالعمر بقية .