إن للملل مضاعفات لا تقتصر على الإحباط النفسي فقط ، ولكن تتعداها إلى الأضرار البدنية والذهنية ، فحين يهاجم الملل فرداً ، يعتريه فتور الهمة والعصبية والإرهاق والخمول ، وهو ببساطة حالة ذهنية تترعرع في معزل عن الظروف الخارجية ، بل هي موقف العقل من هذه الظروف ، والحياة ممتعة إذا أردت اعتبارها كذلك ، كما يمكن مقاومة الملل مثله مثل بقية التحديات في الحياة اليومية بملاحظة الأحداث الصغيرة والتفاعل معها بدلاً من إهمالها ، وبممارسة الهوايات وبناء العلاقات الجيدة وتطويرها ، يجب أن تبعد الملل عن نفسك وإذا وجدت نفسك في مجموعة لا تشاركها ميولها وحديثها ولا تعتقد في آرائها ، فاقض وقتك بمراقبة حركاتهم وتعابير وجوههم ونبرات أصواتهم ، بدلاً من الضجر والتبرم الذي لا طائل تحته .
إن الملل عدو لك فاهزمه قبل أن ينتصر عليك .
أما كيف تفعل ذلك ؟ فبأن تعمل شيئاً ، فالملل يدب إلى قلبك كلما وجده فارغاً ، فإذا انشغلت بشيء ما فلا مجال للملل ، يقول المثل “العمل أحد مفاتيح السعادة” ، لأن العمل يخرجك من قوقعتك ويدخلك في العمل .
أما عندما تكون وحدك من دون أي عمل ، فلا تجد ما تبني أو تهدم ، فسوف تكون كئيباً وحزيناً ، إن الفراغ يقضم القلب ، ولا أنفع من العمل لطرد الملل .