(المميزون : قصة النجاح) ..

دائماً ما يطرح سؤالٌُ وهو : لماذا ينجح بعض الأشخاص ويعيشون حياة مليئة بالازدهار ، بينما يفشل الآخرون في تحقيق طموحاتهم؟

وفي محاولة للإجابة عن هذا السؤال ، يشير “غلادويل” في كتابه (المميزون) إلى أن هؤلاء الأشخاص هم الذين يستفيدون من ميزات وفرص غير اعتيادية وموروثات ثقافية تسمح لهم بالتعلم والعمل بجهد لإضافة بصمة للعالم من حولهم .

هناك اعتقاد سائد بأن العبقرية والعظمة تعتمدان على القدرات العقلية ونسبة الذكاء ، لكن على الرغم من أن نسبة الذكاء تؤثر تأثيراً كبيراً إلا أنها تتراجع لتصل إلى درجة تضعف فيها أهميتها . فعندما تصبح نسبة ذكاء أي شخص في اختبار الذكاء عالية وكبيرة ، تقل أهميته كعامل مؤثر في الإبداع ، وتدخل بدلاً منها عوامل أخرى تكون لها أهمية أكبر في تحقيق العظمة والنجاح . ومن هذه العوامل مستوى المعيشة والثقافة بالإضافة إلى سرعة الشخص في التحرك وقدرته على التماسك والثبات .

ويشير “غلادويل” إلى قصة “كريستوفر لانغن” ، وهو شخص انتهى به الأمر إلى العمل في مزرعة في ولاية “ميسوري” الأمريكية بالرغم من امتلاكه نسبة ذكاء بلغت 195 درجة ، بينما بلغت نسبة الذكاء لدى العبقري “أينشتاين” 150 درجة . أما سبب عدم تحقيق “لانغن” لأي نجاح يذكر فهي البيئة المتواضعة التي نشأ فيها ، والتي لم توفر له أي مميزات خاصة أو أي فرص كان من الممكن أن يستثمرها ليترجم قدراته العقلية الفائقة إلى نجاح .

هذا بالنسبة إلى مستوى المعيشة ، لكن هناك عوامل أخرى كالموروثات الثقافية ، كأن يكون كلا الوالدين أو أحدهما ذو مكانة علمية أو أدبية كبيرة ، فيؤثر في أطفاله ، فينشؤون – بارعين في الغالب – نشأة علمية أو أدبية تكفل لهم التميز .

من مجلة “موهبة” بتصرف.

شارك التدوينة

المنشورات ذات الصلة

انضم إلى النشرة الإخبارية