قال الله تعالى : ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ) .
الله سبحانه وتعالى أمر الناس بأن يضربوا بطون الأرض , ليروا عجائب خلقه وقدرته , اختلافاً وتنوعاً في الأنفس البشرية ، فالسفر فيه من المتعة والتجديد الشيء الكثير والجميل .
فالماء إذا وقف في مكانه أصبح فيه نوع من الشوائب والأوساخ , لكن إذا جرى تجدد وأصبح حلو المذاق , وهكذا الإنسان , فروحه وعقله وجسده إذا اعتادت على برنامج معين وروتين يومي لا يتغير , فإنها تمل وتكل .
فالإنسان يسافر في بعض الأحيان في الكتاب , ويعتبر هذا نوع من السفر في العلم والمعرفة . كذلك يسافر الإنسان ببدنه إلى بقاع الأرض , ليستنشق من أجوائها العطرة , ويقطف من ثمراتها اليانعة , ويترك أشواكها اليابسة .
السفر فيه المتعة واللذة , حينما يشاهد الإنسان المناظر الخلابة , والبحار الكبيرة , والأشكال الجميلة , تجده يتعجب من قدرة وعظمة الباري , فيسبح الله على ذلك .
السفر فرصة لتقوية العلاقة مع الأهل والأولاد والأحباب حين السفر معهم , فتكون فرصة قوية لمزيد من الترابط والتلاحم والألفة بين أبناء هذه الأسرة .
السفر فيه ثقافة واطلاع , فعندما تزور إحدى البلاد التي تملك تاريخاً عريقاً فيعيدك هذا التاريخ قروناً إلى الوراء , فإن ذلك يزيد من رصيد الثقافة والمعرفة لديك .
كذلك حينما تسافر إلى بلاد ليس شعارها الإسلام , تجد أن الوقت مقدس ومحترم عندهم , أيضاً تستغرب من براعتهم في التنظيم ونظافة المتنزهات والأسواق .
السفر فرصة لنشر هذا الدين , فعندما تسافر ادع الناس بخلقك الطيب , بالمعاملة الحسنة , كن ودوداً معهم , كن صبوراً عليهم , قدم المعونة للآخرين , بهذه الأخلاق الحسنة سوف يُعجب الناس بك , وقد يتقربون وينجذبون إليك , بعد ذلك يفتشون ويتفحصون عن معدنك وعن دينك , حينها تكون قد بلغت رسالتك .