من الجميل أن يسعى الشخص لعمل الخير .. ويحث الخطى إلى أن يكون ذلك دأبه ..
هل تعلم أنك تؤجر على مجرد التفكير في عمل الخير!؟ فما بالك إذا فعلته .
عندما طلب مني قريبي أن أذهب للمسشفى للتبرع بالدم لطفله , أخذت أفكر طويلاً في الأمر وقت ذهابي , وبدأت الظنون تأخذ بي كل مأخذ . حيث إنها كانت المرة الأولى التي أتبرع بها بالدم . ولكني كنت أبعد هذه الظنون بشيئين:
الأول : أن الله سبحانه وتعالى يكتب الأجر لمن يعمل الخير .
الثاني : أني سأساعد ابن قريبي بدمي .
وعند وصولي إلى المستشفى , والقسم الخاص بالتبرع بالدم وبعد الانتهاء من الإجراءات اللازمة , وخلال فترة الانتظار للكشف المبدئي , لفت نظري وجود أشخاصٍ أتوا للتبرع ليس لحاجة عزيز أو قريب لهم لذلك الدم , وإنما فقط لمجرد الأجر والثواب من الله . تملكني في تلك اللحظة شعور بالراحة لوجود الخيرين بيننا ..
لاحظات .. وإذا بالممرض ينادي باسمي , تفضل بالدخول لغرفة الطبيب حتى يعمل لك بعض الفحوصات . وبعد أخذ عينة من دمي وتحليلها , كانت المفاجأة ! وهي أني مصاب بالأنيميا (فقر الدم) , وأني غير مؤهل للتبرع بالدم .
طلبت من الطبيب إعادة الفحص مرة أخرى , ولكني حصلت على نفس النتيجة , وكأني أتوقع غير ذلك .
خاب ظني .. شعرت بالأسى والخيبة , وكأني كنت في امتحان مهم وسقطت فيه.
بدأت أعتذر لقريبي عن عدم تمكني من مساعدة ابنه , لكنه شكرني على محاولتي للمساعدة ..
تذكرت في تلك اللحظات , أن من هم بفعل الخير , ولم يفعله . فالله يأجره على ذلك .. فهدأت نفسي وارتاحت .. وبدأ عقلي يفكر كيف يمكن أن أساعد غيري , فأوجه الخير كثيرة .
ما أعظمك يا إلهي وأ كرمك بيدك الخير إنك على كل شيء قدير